وكالة أنباء الحوزة - حذّر آية الله السيد ياسين الموسوي، إمام جمعة بغداد وأحد أبرز أساتذة الحوزة العلمية في النجف الأشرف، من محاولات الولايات المتحدة الأمريكية إعادة فرض هيمنتها على المنطقة عبر إثارة الفوضى وإحياء المشاريع الطائفية، مؤكدًا أن إيران تمثّل حجر عثرة في وجه هذه المخططات.
وقال السيد الموسوي خلال خطبة الجمعة، إنّ هناك من يحاول من خلال وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي تصوير الواقع الوطني والعراقي وكأنه مرهون بإرادة أمريكا، وتحديدًا بما يقرره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واصفًا هذا الطرح بـ"الانهزامي والخطير".
وأضاف: "ترامب ليس مختلفًا عن بقية الرؤساء الأمريكيين، بل يمثّل الامتداد الصريح للمشروع الإمبراطوري الأمريكي، الذي يهدف إلى السيطرة على أكبر رقعة جغرافية في العالم، بعد غياب الاتحاد السوفيتي وتراجع القوة الأوروبية وانشغال الصين بتعزيز اقتصادها".
وأكد أن أمريكا تعيش على "ورق الدولار الذي لا قيمة حقيقية له"، وأنها "تفرض التعامل به عالميًا رغم كونه ليس سوى أداة استعمارية حديثة"، مشيرًا إلى أن انهيار أسعار صرف العملات المحلية في عدة دول يعود إلى سياسات أمريكية تستهدف الاقتصادات الوطنية.
وفي سياق متصل، أشار السيد الموسوي إلى أن "الحرب الإسرائيلية – الأمريكية الأخيرة ضد إيران، لم تكن سوى جزء من هذا المشروع الإمبراطوري، الذي يسعى إلى كسر إرادة طهران وتفكيك محور المقاومة"، مؤكدًا أن "الرد الإيراني كان مدوّيًا، وأثبت قدرة الجمهورية الإسلامية على قلب المعادلة العسكرية والسياسية، رغم ما كلفه العدوان من شهداء ودمار".
وأضاف أن "هذه الحرب كشفت هشاشة الردع الإسرائيلي وتراجع هيبة القوة الأمريكية في المنطقة، لا سيما بعد الضربات النوعية التي طالت منشآت حيوية ومواقع أمنية وعسكرية متقدمة، وأربكت الكيان الصهيوني"، مشيدًا بـ"الرد الموحد للشعبين الإيراني والعراقي، الذي وجه رسالة واضحة بأن المنطقة لم تعد مستباحة".
كما اعتبر أن "إيران تقف اليوم كقوة عالمية أثبتت قدرتها على المواجهة، واستطاعت أن تردع المشروع الأمريكي والإسرائيلي في المنطقة، رغم محاولات ترويج الفوضى والفتنة في الداخل الإيراني والإقليمي".
وأشار إمام جمعة بغداد إلى أن مشروع بريكس، لا سيما مع انضمام السعودية والإمارات وإيران إليه، يمثل تهديدًا استراتيجيًا للهيمنة الغربية، ما دفع أمريكا إلى تصعيد تحركاتها العدائية ومحاولة إشعال الأزمات، سياسيًا وأمنيًا، في العراق وسوريا ولبنان وسائر الدول العربية.
وأكد أن أمريكا لم تعد قادرة على فرض مشروعها في العراق، قائلاً: "كل تحرك أمريكي في الداخل العراقي سيقابله خسارة مباشرة، خاصة بعد أن برز الموقف الشعبي الموحد بين الشعبين العراقي والإيراني في وجه العدوان الإسرائيلي الأخير".
وفي ختام خطبته، شدد السيد الموسوي على أن "المرحلة المقبلة ستشهد تراجعًا في النفوذ الأمريكي لصالح محور المقاومة"، منتقدًا الأصوات التي تُشيع الهزيمة داخل العراق، واصفًا إياها بأنها "امتداد للحرب النفسية التي يشنها الإعلام الغربي"، داعيًا إلى الثبات والوعي وتحمل المسؤولية التاريخية في مواجهة مشروع الهيمنة.
تعليقك